37 - استكشاف المستشفى المهجور 6# - هروب

الفصل 037 : استكشاف المستشفى المهجور 6# - هروب.

-----------------------------------------------------

كانت الفتاتان بتعابير عادية بينما ينتظرون صعود (أورين)، فعندما وقف على قدميه اللتان لا زالتا ترتعدان من شدة الخوف على الرغم من أنه قد هرب من (ليليث)، فركع ليلتقط أنفاسه قبل أن يقول شيئاً، وهو ينظر إلى الفتاتان اللتان تنظران إليه بنظرات عادية جداً، فهما لا يعلمان ما حدث معه في الأسفل، وظل يتساءل، هل يعقل أنهم لم يسمعوا شيئاً؟

فقالت له (جودي) مطمئنة عليه:

"هاي! الحمد لله أنك بخير! هل يوجد يوجد شيء ما هناك في الأسفل؟"

وبينما (أورين) يلهث ويتنفس بصعوبة، حاول إخبارهما بما وجده في الأسفل والشيء الذي جعله يهرب كالمجنون.

"ال.......... ال....... المكون....... لـ-ليليث..."

سألته (جودي): "(ليليث)؟ هل تحدثت إليها؟"

لم يستطع (أورين) التحدث بشكل جيد وسليم من شدة الخوف الذي يعتريه، ولهثه بشدة وكل هذا بينما يحاول استيعاب ما رآه قبل قليل، فقال كلاما متقطعا:

"أجل! ولكنها...... لديها....."

في تلك اللحظة التي صمت فيها (أورين) حتى يلتقط أنفاسه مرة أخرى، صدر صوت قوي جدا من الأسفل لزئير الوحش المخيف، وكان (أورين) قد لاحظ ملامح الفتاتان تتغير تدريجيا إلى ملامح استغراب ممتزجة بالخوف والقشعريرة، بعد أن احمرت وجنتيهما وحركا عينهما نحو مصدر الصوت بدون تحريك أجسادهما من شدة الرعب الذي شعرا به.

علّقت (جودي) على ذلك وهي جامدة في مكانها: "ما كان ذلك؟..." وكان قد ظهر عليها الخوف أكثر من (لورين).

حينها كان (أورين) قد التقط أنفاسه أخيراً وأخد يشهق مطولاً حتى زفر في صرخة قوية عليهما قائلاً:

"يجب علينا أن نخرج من هنا! الآن!!! أهربوا!!!!"

بدأوا بالركض بأقصى ما تبقى لهم من قوة وطاقة، يراوغون أي شيء يجدونه أمامهم من صناديق ونفايات، بينما لم يكترث (أورين) بأن يوجه المصباح بشكل مثبث أمامه حتى يروا الطريق جيداً، حتى وصلوا أخيراً إلى باب المستشفى الرئيسي.

كانت (لورين) هي أول من وصل إلى الباب، فنظرت إلى (أورين) وقالت له بسرعة:

"حسنا، هذا هو الباب! هيا لنخرج!"

حتى توقفت للحظة واتسعت عيناها وظهرت قطرات صغيرة من الدموع على عينيها وهي تنظر إلى (أورين) ثم قالت له مذعورة:

"يا إلاهي، أين هي (جودي)؟!"

صدم (أورين) مما قالته (لورين) وقال بصوت غير مصدق: "مـــاذا؟!"

ثم استدار بسرعة إلى الوراء باحثا عنها ولكنه لم يجدها وراءه، فصرخ بقوة مناديا عليها:

"(جـــودي)؟!"

لم يأته رد منها، فاستدار مرة أخرى نحو (لورين) التي كانت خائفة على أختها، ثم قال لها:

"حسنا (لورين)، هدئي من روعك..... يجب علينا أن نعود لنبحث عنها."

فقالت (لورين) أيضاً بغضب وذعر: "بالطبع علينا ذلك!"

استدار مجدداً نحو الخلف، وقال لها: "إبقي ورائي..."

ثم ذهبوا يبحثون عن (جودي) ويصرخون باسمها:

"(جـــودي)! أين أنتِ؟!"

يتواجد القبو تحت جناح الأمراض المعدية مباشرة، هذا يعني بأن مكان وجود باب المستشفى الخارجي ليس ببعيد جدا. هذا لأنهم قد وجدوا (جودي) بجانب سلالم الدور العلوي، فبعد أن سمعت (جودي) صراخهم باسمها تتبعت الصوت والتقت بهم وهي تتواجد في آخر الردهة الطويلة الموجودة بجانب سلالم الدور العلوي، فصاحت إليهم:

"أنا هنا!"

كان (أورين) خائف عليها كثيراً وفي نفس الوقت غاضب من الوضع العسير الذي هم فيه، فقال لها بمشاعر مختلطة:

"اللعنة يا (جودي)! أين كنتِ؟"

كان يبدو عليها الخوف ويدها التي تتمسك بالجدار ترتعد بينما تتحدث:

"أنا آسفة! أنتما الإثنان تركضان بسرعة! لذا فقد شعرت بالتوتر وأخدت منعطفاً خاطئاً!"

لم يكن لديهم الوقت للدردشة عن تلك المشكلة، فقال لها:

"حسنا، لنذهب!"

وبينما كانت (جودي) تركض نحوهما اللذان كانا واقفين بجانب بوابة جناح الأمراض المعدية، وفور وصول (جودي) بجانب البوابة، سمعوا صوت الوحش بقوة وتبين لهم أنه قريب جدا منهم، فقال ل(جودي) هامساً وبحذر والعرق يتصبب عليهم حتى أصبح جلدهم بأكمله يبدو وكأنه مذهون بالعرق من شدة لمعانه.

"(جودي)... لا تتحركي شبرا واحداً..."

في تلك اللحظة ظهرت يد الوحش تمسك بجوانب البوابة حتى اندفع نحو الأمام ببطئ شديد بينما كان يبحث عنهم، وصوت تهشم العظام يسبب لهم رعشة في أجسامهم، فظهر الوحش بأكمله أمامهم وهو يزأر.

كان الوحش قد تغير عن آخر مرة رآه (أورين)، فقد زاد تحوله ليصبح أكثر تطورا ولأن كل ملابس (ليليث) قد تمزقت، لدرجة أن القليل جدا من جلدها الذي يظهر. خرجت العديد من العظام من جسدها حتى أصبحت أظافرها بطول 15 سم وبسمك 3 سم تقريبا، وجلدها المتمزق خرجت منه عضلات كثيرة بشكل مشوه جداً، كما أن أمعائها الملونة بألوان داكنة مختلفة، أصبحت صلبة جداً لدرجة أنها اخترقت بطنها لتخرج وتصبح متدلية منها. وعينيها الجميلتان سابقاً لم يسلما أيضاً من خروج عظام منها.

كانت ذراعي الوحش ضخمتين بسبب تلك العضلات المتراكمة بشكل مفرط حولها، فإن قام بضرب شخص ما فسوف يجعله طائراً في الهواء لبعضة أمتار إلى الوراء.

كانت (جودي) لا تزال متجمدة في مكانها من شدة الخوف والوحش قريبا منها جداً لمسافة لا تبعد عن متر واحد فقط. فعندما خرج الوحش وقف مكانه وعم الصمت حينها، كان لا يُسمع شيء ما عدا خرخرة التنفس التي يطلقها الوحش بصوت منخفض. حتى أدار رأسه نحو (جودي) ببطئ شديد وصوت تهشم العظام في عنقه مرتفع جداً.

حينها تقدمت (لورين) أمام الوحش وبدا وكأن الخوف قد زال منها، وصرخت عليه قائلة:

"هاي! أنت!"

ثم رفعت مسدسها وصوبته مباشرة أمام رأسه الذي كان بينه وبين فوهة المسدس سنتيمترات قليلة فقط. ثم أكملت بشجاعة:

"مهما كانت ماهيتك، ابق بعيدا عن أختي!"

فصاح عليها (أورين) بقوة: "اطلقي عليها!"

فضغطت على الزناد وأصيب الوحش في رأسه وسقط مبتعدا عنهم وهو يتألم ويصرخ بقوة شديدة بينما يمسك برأسه. فقال لهم (أورين) بسرعة:

"حسنا! الآن! تحركوا، تحركوا, تحركوا! أنا سوف أشتت انتباهها!"

ترددت (لورين) وقالت له: "ولكن..."

أمسك يدها بلطف بينما لم يستطع إزالة نظره بعيدا عن الوحش، فقال لها: "فقط اذهبي! أرجوك!"

فقالت له بعد أن مدَّت إليه المسدس: "على الأقل خد المسدس!"

التقطه من يدها بسرعة وصاح فيهم: "حسنا! اذهبوا!"

هربت الفتاتان وظل (أورين) واقفا هناك أمام الوحش الذي نهض من مكانه وكأنه لم يتعرض قط لإطلاق النار في رأسه. على الأرجح لم تستطع الرصاصة الوصول إلى مخه بسبب تلك العظام وجمجمته القوية جدا .

فكان (أورين) يقول لنفسه بينما يشاهد الوحش وهو بخير:

"أوه اللعنة... حسنا (أورين)، هذه هي الطريقة التي ستموت بها... طريقة ملحمية وبطولية بما فيها الكفاية لأكون صريحا."

ولكن في تلك اللحظة....

ظهر (93) في الجانب الآخر من الردهة الطويلة بجانب سلالم الدور العلوي، وكان قد شبك يديه وهو رافعهما فوق رأسه وإبتسامة مجنونة تعلوا وجهه، فصاح قائلا وهو ينظر إلى الوحش:

"آآهاهاهاههاهاهاههاه، أجـــل!~ السيدة الرمادية غاضبة، أجـــل!~ لقد تَذَوَّقَتْ دواءها الخاص! إن طعمه ليس جيدا، لا!~"

بعد أن انتهى من كلامه، حرك الوحش رأسه ليتشتت إنتباهه من (أورين) إلى (93)، وصوت تهشم العظام لا يتوقف عندما يتحرك.

فقال (93) معلقاً على حالة الوحش:

"محكوم عليها بالفشل الآن، أجــل~ إنها كذلك!"

ثم أخد يركض كالمجنون نحو السلالم بينما يقول بصوت مرتفع:

"(93) قام بهزيمة السيدة الرمادية، أجـــل!~ هااهاهاهاهاههاهاه..."

قفز حينها الوحش من مكانه على الجدار بجانبه غارساً أظافره القوية فيه ليقفز مرة أخرى على الأرض وهو يمشي على 4 قوائم، راكضا وراء (93) بينما يزأر بقوة شديدة أكثر من السابق، فعلى الأرجح أن الوحش لا يزال يتذكر بصفته (ليليث) سابقاً أن (93) هو من قام بحبسه في الأسفل، لهذا فقد تخلى عن (أورين) وتبع (93) ليحظى بانتقامه.

لم يصدق (أورين) ما حدث للتو وكان يقول مع نفسه:

(أوه يا إلاهي العظيم... ذلك الشخص قد أنقذ حياتي للتو...)

ثم استدار وبدأ يهرول متوجها نحو الخارج.

(أنا سوف أخرج من الجحيم!)

حتى وصل أمام باب المستشفى الرئيسي وقال جهرا:

"الوداع يا شارع أوغسطين! لا أريد أن أراك أبداً مجدداً!" ثم فتح الباب وخرج.

**

فجأة...

قفز (أورين) من سريره مرعوباً وظل يلهث بشدة ثم بدأ يحدث نفسه وهو مستغرب:

(أنا... أنا في غرفتي؟... إنه صباح يوم الأربعاء... يا إلاهي! المستشفى، ليليث، 93... هل كل ذلك كان مجرد حلم؟.... اللعنة... هذه الأحلام بدأت تزداد سوءًا. سوف آخد حماما، ذلك سيصفي مزاجي)

نهض (أورين) من سريره وذهب مباشرة لكي يستحم، وبينما هو في الحمام كان يفكر في كل ما حدث:

(لم أحضى بمثل هذا الحلم من قبل... كان بامكانه أن يكون حلماً مليئاً بالحريم، على الأقل.)

وفي حين كان يستحم، طرقت (كارلا) عليه الباب وقالت له:

"(أورين)، أسرع أو سوف تتأخر! (جودي) و(لورين) جاهزتان بالفعل وهم يتناولون وجبة الفطور!"

فرد عليها: "حسنا! أنا سأخرج حالاً!"

يتبع..

2022/02/04 · 93 مشاهدة · 1267 كلمة
نادي الروايات - 2024